شعر التفعيلة - الشعر الحر
التعريف : هو شعر يعتمد على التفعيلة , كأساس عروضي للقصيدة
وهو لايتقيد بعدد من التفعيلات في السطر الواحد
فالسطر , قد يكون فيه تفعيلة واحدة أو أكثر , وقد يصل السطر الواحد إلى اثنتي عشرة تفعيلة , وربما جمع هذا النوع من الشعر , أوزانا وقوافي مختلفة , أضف إلى ذلك , أن الشعر التفعيلة لايلتزم بروي ثابت في القصيدة كلها , لأن هذا النوع من الشعر , لايعتمد على استقلال البيت , بل هو يخرج عن مبدأ تساوي الأشطر .
النشأة : بدأ هذا النوع من الشعر في بغداد عام 1947م , على يد الناقدة نازك الملائكة , وقد ذكرت أنها أول من مارس نظمه في الشعر العربي . ومن خلال تجربتها الطويلة , بينت أن الشعر الحر , أصعب من شعر الشطرين , وتقصد بذلك الشعر العربي الموزون المقفى .
كما نصحت الباحثة , أصحاب شعر التفعيلة , إلى عدم طغيان الشعر الحر على الشعر المعاصر , لأن أوزانه , لاتصلح للموضوعات كلها , بسبب القيود التي تفرضها عليه وحدة التفعيلة , وانعدام الوقفات , وقابلية التدفق
والموسيقية .
وقد ذكر الدكتور عبد الهادي محبوبة , كاتب مقدمة كتاب : قضايا الشعر المعاصر , أن التفعيلة- أيضا –موجودة في النثر , وبخاصة الفني منه , وكذلك الموسيقى التي توجد في النثر , كما توجد في شعر التفعيلة .
فأي فرق إذن بينه وبين النثر , إن لم يكن من جنسه , وصادرا عنه , فشعر التفعيلة أوو ما يسمى بالشعر الحر , هو أقرب للنثر منه للشعر , فهو جنس من النثر , فأحرى به أن يسمى ( نثر التفعيلة )
الخصائص :
يقوم شعر التفعيلة أو الشعر الحر , على جملة من الخصائص وهي :
أولا : وحدة التفعيلة – غالبا – في القصيدة , وهذه التفعيلة , تكون مرتكزا للوزن , وللوحدة الموسيقية .
وينظم شعر التفعيلة , على نوعين من البحور العربية هما :
1- البحور الصافية , ذات التفاعيل المؤتلفة , وهي : الكامل , الرمل , الهزح , الرجز , المتقارب , المتدارك . وقد يتصرف الشاعر في شكل التفعيلة , مستفيدا من الزحافات والعلل الجائزة فيها .
كما يضاف لهذه البحور الصافية , ما يقع منها من المجزوء , كالكامل , والوافر , والرمل , والرجز , والمتقارب , والمتدارك .
2- البحور الممزوجه : وهي التي يتألف الشطر فيها من أكثر من تفعيلة واحدة وهما بحران :
السريع : مستفعلن مستفعلن فاعلن
الوافر : مفاعلتن مفاعلتن فعولن
إذ يلحظ هنا أن أحدى التفعيلات , قد تكررت في الشطر , وقد يعمد شاعر التفعيلة , إلى استخداث تفعيلات جديدة , ومزج تفعيلات بحر , بتفعيلات بحر آخر .
أما البحور الأخرى كالطويل , والمديد , والبسيط , والمنسرح , والخفيف , والمضارع , والمقتضب , والمجتث , فهي لاتصلح للشعر الحر , لأنها ذات تفعيلات محتلفة لاتكرار فيها .
ثانيا : الحرية في عدد التفعيلات الموزعة على كل سطر
ففي شعر التفعيلة أو الشعر الحر , يتصرف الشاعر في عدد التفعيلات في السطر مخضعا ذلك للمعنى ,حتى أن بعضهم قد أوصل عدد التفعيلات إلى عشر في السطر الواحد .
ثالثا : حرية الروي والقافية
إن قصيدة الشعر الحر لاتلتزم نظام الروي والقافية , كما هو الشأن في الشعر العربي , وذلك لأن التزام الروي في نظرهم , يعد من التكرار الممل أولا , وعامل تعطيل لحرية الشاعر ثانيا .
رابعا : خضوع الموسيقى للحالة النفسية التي تصدر عن الشاعر , لا للوزن الشعري الذي يفرض نظاما ثابتا من الإيقاع والنغم . (1).
.
.
بحسب وجهة نظري المتواضعة , فشعر التفعيلة سواء فصيحا أو عامي , يعتبر شكلا من الأشكال الأدبية , بشرط أن يتقيد بخصائصه ,ولا يخرج منها
لخصائص أشكال أخرى أو يمتزج بها , وكما أن هناك شعر نبطي , يتوافق مع الشعر العربي الفصيح , في معظم خصائص الشعر العربي كالوزن والقافية , فإننا نجد أن شعر التفعيلة باللهجة العامية أيضا يحمل جزء من خصائص الشعر , و قد بدأ بالإنتشار بين الشعراء المهتمين بهذا النوع من الشعر , ومع ما عليه من مآخذ , فيبقى مرغوبا لدى بعض المتلقين , علما أن شعر التفعيلة في بعض صوره, يكون أكثر قبولا لدى كثير من المتذوقين .
ومن وجهة نظري أيضا ما دام شعر التفعيلة يحوي على موسيقي خارجية ( التفعيلات ) وداخلية ( الألفاظ والمعاني ) فسيكون مقبولا , وما عدا ذلك فقد يكون ممجوجا لدى الكثير من المتلقين , لأنه يصبح حينذاك عبارة عن خواطر متناثره, ويسمى هذا النوع بالقصيدة النثرية , وحينذاك من الأفضل تسميته بالخاطرة لأنه الأقرب لخصائصها .