مديرة المنتدى Admin
عدد المساهمات : 468 تاريخ التسجيل : 02/09/2015 العمر : 28
| موضوع: تحضير نص آلام الاغتراب الأحد سبتمبر 13, 2015 9:06 pm | |
|
ـ هو محمود سامي البارودي , ولد بالقاهرة كنف أبيه وعائلته الميسورة , تعلم بالمدرسة العسكرية فتخرج منها ضابطا , كان مولعا بحفظ الشعر وإنشاده حتى صار شاعرا فصيحا عالما بقواعد اللغة العربية وأدبها إلى جانب اللغتيتن التركية والفارسية . ترقى إلى رتبة لواء , وسافر إلى أوربا , نفي بعد الثورة العرابية إلى " سرنديب " جنوب الهند فلبث فيها سبع عشرة سنة , قال فيها أجود شعره الوجداني والوطني. ولما عفا عنه الخديوي رجع إلى مصر وبقي بها حتى توفي عام 1904م . ــــــــــــــــــــــــ ـ شعور الإنسان وهو بعيد عن موطنه وحيه وأسرته وأحبائه هو شعور الأسى والألم ـ أحاسيس من أبعد ونفي من أرض يحبها ويعشقها إلى حد التضحية هي أحاسيس كلها حسرة ووفاء وإخلاص ـ إذا كان هذا الإنسان أديبا شاعرا مرهف الحس , فإن هذه المعاناة تترجم إلى قصائد شعرية فياضة بالأحاسيس التي تعبر عن الحزن والأسى . ـ نعم البارودي من هؤلاء ـــــــــــــــــــــــــــ الإيراق : السهر والسهاد ـ المهجة : الروح ـ عدا : بخل وشح سرنديب : جزيرة سيلان ـ روضة النيل : روضة المقياس
ـ الأفعال ذات العلاقة العائلية مع الجذر " ذكر " وتبيين معانيها المختلفة : ـ أصبو : أتطلع ـ كيف أنسى : لا أنسى تذكرت : استرجعت : استعدت ـ بلغ : اذكر ـ أذكرتني : نبهتني ـ ذكرة : تذكر ـ معاني " أرعى " في القاموس بعد الحصول على جذرها : ـ رعى الماشية : سَرَحها في الكلأ لترعاه ـ رعى النجوم : راقبها ـ رعى الأمير الرعية : ساسها وتدبر أمرها ـ رعى عليه حرمته : حفظها ـ رعى العهد : حفظه ــــــــــــــــــــــ ـ يبحث الشاعر عن طبيب أو راق ./ ـ طبيعة علته : داء الحب ـ سببها الحزن والأرق
ـ الفرق بين طبيعة حبه وحب غيره من شعراء الغزل هو أن حب الشاعر لم يكن غزلا صريحا , بينما حب غيره من شعراء الغزل يكون موجها إلى امرأة محددة بذاتها .
ـ الخيط العاطفي الذي ظل يشد الشاعر طول القصيدة هو عدم قدرته على تحمل هذا الفراق . والذي يهز هذا الخيط هو تذكره للأيام التي سلفت بأحبته ـ بين مفردات القصيدة وعاطفة الشاعر علاقة وطيدة منها ما يوحي بالحزن كقوله : أخا حزن ـ حزن براني ـ , ومنه ما يوحي بالوحشة : لا خل , لا أنيس , ومنها ما يوحي بوفائه : كيف أنسى , أني مقيم على العهد . ـ تمثل سرنديب : موطن الحزن والألم , وتمثل روضة النيل: موطن السعادة والأنس ـ يذكرني الشاعر وهو يتوجه بالنداء إلى " بريد الصبا " بالشاعر الأندلسي " ابن زيدون " وفي " طائرا يبكي " بالشاعر أبي فراس الحمداني ـ تمثل جانب التجربة الشعورية الصادقة في أن الشاعر يتحدث عن معاناته الشخصية نتيجه نفيه إلى سرنديب . وتمثل جانب المحاكاة والتقليد في إيراده بعض المعاني التي سبقه إليها شعراء قبله , وكذلك استخدامه لبعض العبارات الجاهزة التي سبق إليها كذلك . وهذا يدل على أن الشاعر مولع بتقليد الشعراء الذين سبقوه , وكذلك عن عدم قدرته على الإبداع والتجديد . ـ هناك ما يوحي في النص بالأبعاد السياسية لحالة الشاعر وهو في المنفى , من خلال هذا البيت : أذكرتني ما مضى والشمل مجتمع // بمصر والحرب لم تنهض على ساق
ـ مفردات القصيدة امتداد للقاموس اللغوي القديم ( براني , كبدي , أرعى , جيادي , الصَّبا , بلّغ ,عهدي , طائر , الفؤاد , هوى , يكاد )
ـ الاستعارة المكنية في قوله : ـ فيا بريد الصَّبا بلغ ذوي رحمي أني مقيم على عهدي ميثاقي ـ الكناية في قوله : حزن براني ( كناية عن الضعف والمرض ) ـ الشاعر مقلد ولم يستطع الإبداع ( لم يأت بالجديد )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ يعبر الشاعر عن حالته النفسية بعيدا عن وطن الأحبة .والنمط النصي الذي أراه اختاره هو النمط الإخباري ـ أمثلة من النص : حزن براني ـ أشواق رعت كبدي ـ أكلف النفس صبرا وهي جازعة ـ أبيت أرعى نجوم الليل ـ النمط المتبع في البيتين هو النمط الأمري , وجاء الأمر في خدمة الإخبار وذلك بعد أن عرفنا معاناة الشاعر كلف من يبلغها أهله وهذا يقتضي استعمال نمط الأمر ـ الأبيات التي فيها إخبار هي 2 , 3 , 4 , 5 , 6 ) أستنتج من هذا المزج بين الأنماط أن الشاعر لا يوظف نمطا واحدا في النص ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ العلاقة الرابطة بين البيت الأول والأبيات من( 2 إلى 6) هي علاقة ترابط وتكامل حيث تساءل في البيت الأول عن وجود طبيب أو راق ثم ذكر أسباب علته في الأبيات من 2 إلى 6 ضمير المتكلم .يعود على الشاعر ليلفت الانتباه اليه ـ وظيفة الفاء في بداية البيت 12 هي الاستئناف والواو في البيتين 13 و 14 لمطلق الجمع
ـ لا علاقة تربط بين الأبيات الستة الأولى وبين ما يليها , لذا نستنتج أن القصيدة لا تتوافر على الوحدة العضوبة ـ إحساس الشاعر في البيت الأول هو إحساس الحزن والأسى وهو نفسه في البيت الأخير , لذا نستنتج أن الشاعر قد عبر عن ألمه وحزنه نتيجة ما حل به من بداية القصيدة حتى نهايتها . والذي حقق ذلك هو عدم خروج الشاعر من موضوعه الأساس إلى مواضيع أخرى .
ـ الدوافع النفسية من وراء كتابة هذه القصيدة هي التعبير عن الحزن والألم والشعور بالوحدة والحنين إلى الأهل والوطن ـ غاب كل أثر للواقع السياسي والتاريخي المحيطين بحالة الشاعر وهو بالمنفى , لأن الشاعر كان في عزلة تامة . وأخبار التقلبات السياسية لا تصل إليه ـ كان الشعر في عهده صورة مشوهة من آثار عصر الانحطاط المظلمة لذا يعتبر الشاعر فاتحة بداية العصر الحديث الذي تخلص فيه الشعر من عام 1839م , ونشأ بها في رواسب عصر الضعف , فجلاه في خاطره , وصقله على لسانه . | |
|